في كتابه ( النقد العربي القديم ) الذي يعتبر أحد مقررات قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة البعث يقدم . أ.د . أحمد علي دهمان في / 568 / صفحة من قطع الكتاب العادي تعريفاً مجملاً بالنقد العربي القديم عبر ثلاثة فصول : - تطور النقد العربي من الجاهلية حتى العصر العباسي - من قضايا النقد العربي .
من أعلام النقد العربي القديم والمتحيّز من نصوصهم. في الفصل الأول يبحث المؤلف في طبيعة النقد في العصر الجاهلي ومظاهره وبواكيره فيتحدث عن دور النقد الذاتي ودور مجالس النقد والأسواق فيذكر من الأسماء التي كان تطلق على القصائد المستَحسَنة: اليتيمة- المنصفة - المسمّطة- المنقحات- المحكّكات- المقلّدات- الحوليات. ثم ينتقل إلى النقد في العصر الإسلامي ليتحدث عن النقد في القرنين الثاني والثالث الهجريين مظهراً التطور الأدبي الذي جرى على يد المحدثين ومارافقه من تطور نقدي فيضع ابن سلام الجمحي كتابه «طبقات فحول الشعراء» وثعلب يضع كتاب «قواعد الشعر» والمبرد يضع «الكامل» والجاحظ واحد من الأعلام الكبار في القرن الثالث الهجري فكان يوفّق بين القديم والجديد في نظراته النقدية، ومن المحاولات النقدية في هذا القرن كتاب «الشعر والشعراء» لابن قتيبة. أما في القرن الرابع الهجري فنشأت اتجاهات نقدية مهمة تأثرت بكتابي أرسطو «الشعر» و«الخطابة» ، فكتب ابن طباطبا «عيار الشعر» وكتب الآمدي «الموازنة»، والنقد الذي أظهر تأثراً بالثقافة اليونانية كان عند قدامة بن جعفر والفارابي والتوحيدي والعسكري وعبدالقاهر الجرجاني وحازم القرطاجني ووضع القاضي الجرجاني كتاب «الوساطة» الذي يعد آخر كتاب نقدي منهجي في الحركة الشديدة حول المتنبي وكانت فكرة «الإعجاز» من الاتجاهات النقدية الواضحة في القرن الثالث الهجري وكذلك فكرة «عمود الشعر» وفكرة «النظم». وفي الفصل الثاني يبحث المؤلف د. دهمان في أهم القضايا النقدية التي اهتم بها نقدنا القديم، فيتعرض لمسألة السرقات الأدبية من حيث تاريخها ومبعثها ونتائجها ومواقف النقاد منها، وكذلك قضية الصدق والكذب في الشعر أو المحاولات المختلفة للحديث عن فلسفة المعنى ، وطبيعة التشكيل الجمالي للأدب، وكذلك الأثر اليوناني على الفكر النقدي العربي، والخصومة بين النقاد القدماء والمحدثين، ونظرية عمود الشعر في صورتها المكتملة وقضية الموازنة بين الشعراء إلى جانب قضايا نقدية وحديثة في آنٍ معاً، الأولى هي فن الشعر بين الحداثة والتقليد، والثانية هي قضية بنية القصيدة العربية في العصر العباسي، ومواقف النقاد العرب من هذه القضية التي أثيرت بفضل تأثيرات القضايا النقدية السابقة كلها. أما الفصل الثالث «الأخير» فقد أفرده د. دهمان للحديث عن أهم أعلام النقد العربي القديم أدباء وفلاسفة، فكان الأصمعي وقضية الفحولة في الشعر، وموقفه من قضايا النقد في عصره، وابن قتيبة الشاعر الناقد الذي يعد أكثر نقادنا تأليفاً في الأدب والنقد والتاريخ ، وابن طباطبا الذي وضع مفهوماً للشعروالنقد من خلال وضع عيار الشعر، والقاضي الجرجاني صاحب الوساطة بين المتنبي وخصومه. وخصص د. دهمان مساحة للحديث عن الجهود النقدية لاثنين من الفلاسفة العرب المسلمين هما الفارابي وابن رشد في ختام الكتاب. * الكتاب: النقد العربي القديم * المؤلف: أ. د. أحمد علي دهمان * الناشر: جامعة البعث - مديرية الكتب والمطبوعات ط3 2006-2007