خليل عبد اللطيف
الخميس 23-11-2006
التربية العلاجية بمفهومها الواسع هي التربية التي تعتمد طرائق وأساليب خاصة لمواجهة حاجات خاصة ببعض الأطفال الذين يعانون من صعوبات في إطار المدارس العادية , ومنهم الأطفال الذين يعانون من صعوبات في تعلم القراءة هذه التربية ينبغي أن تتم في وقت مبكرلأن قابلية الطفل للتغير والتطوير تسمح للتعليم بأن يكون فعالاً حيث أن دماغ الطفل يكون مرناً وقابلاً لتمثل المعلومات أكثر من الوقت المتأخر.
فالأسس التي تقوم عليها التربية العلاجية في مجال القراءة هي :
1- الطفل االذي يعاني من صعوبة تعلم القراءة لا بد للتربية العلاجية أن تنطلق من الطفل ومعرفة قدراته وتشخيص حالته لا سيما في موضوع القراءة وتحديد حاجاته بعد استبعاد حالات الصمم أو الآفات العضوية المرتبطة بجهاز النطق ثم يقوم المعلم بإعداد الطفل وتخليصه من الضعف والدونية حيث أشار » بيرت «أن الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعليم خاصة في مجال القراءة يعانون من سوء التكيف لأن القراءة شكل من أشكال التواصل من جهة ولها ارتباط مع المواد الأكاديمية من جهة أخرى فالتلميذ المتخلف في القراءة كثيراً مايكون متخلفاً في التهجئة والتعبير والحساب فالمعلم العلاجي لا يقتصر عمله على تعليم الطفل القراءة فقط بل عليه أن يساعده على التكيف العام قدر الإمكان ليدفعه للعمل والتقدم
2- المادة الدرسية المناسبة:على المعلم أن يختار مواد القراءة المشوقة التي تلبي حاجة الطفل للمعرفة والفائدة المرتبطة بحياته اليومية المباشرة وتعد مشكلة إثارة الاهتمام والرغبة في التعليم عند الطفل من أّهم مشكلات التعليم العلاجي وأن تكون المادة مناسبة لأعمار التلاميذ وبالوقت نفسه أن تكون بسيطة في الأسلوب والأفكار والمفردات نلا حظ أن كثير اً من الأطفال يستجيبون عندما يشعرون باهتمام المعلم اهتماماً خاصاًبتقدمهم والرغبة في مساعدتهم لتحسين ا لقراءة وكل ما يحتاجه الطفل لإثارة شغفه بالقراءة أن يبث المعلم الثقة بنفسه ويحرص على أن يكون اتجاهه معه دائماً اتجاه صداقة وتشجيع مع تجنب التهكم والسخرية منه .
3- الطريقة : يؤكد ( فيلوتينو ) على أهمية الطريقة الكلية والتحليلية في تعلم القراءة لأن الأصل في صعوبات تعلمها يكمن في عدم القدرة على تقطيع الكلمة إلى أصواتها أو في عدم فهمها من حيث هي وحدة كلية والطريقة الكلية هي التي تقوم على فهم المعنى الخاص بالكلمة ككل بينما تقوم الطريقة التحليلية على إدرك أصوات الكلمة من حيث هي أصوات ومقاطع ويفضل أن تكون الحصة الدراسية قصيرة بحدود (40) دقيقة والهدف من ذلك هو مساعدة الطفل على أن يتذكر أخطاءه وما حدث في الحصة السابقة على أن تكون المراجعة المتكررة للدروس جزءا لايتجزأ من برنامج اليوم المدرسي حتى يمكن للاطفال الذين ينقطعون عن المدرسة لسبب أو لآخر أن يعوضوا مافاتهم من دروس ويجب استخدام المعينات أثناء إعطاء الدروس لتساعد على التوضيح والنطق السليم من ألعاب في التهجئة وذلك من بطاقات تعليمية ووسائل سمعية وبصرية وما يتوفر في المدرسة.
نلاحظ أن المعلم هو المحور في التعليم العلاجي فكلما كان متقن للمهنة ومحبا لها وعلما بما يمكن فعله لمواجهة احتياجات هؤلاء الاطفال فإنه ينجح في عمله ويحقق تعليمه الاهداف المرجوة لكن إذا اتفق للمعلم أن يعمل مع جماعة من الأطفال الذين يعانون صعوبات في تعلم القراءة فعليه أن يغير من توزيع المجموعات من آن لآخر وبخاصة عندما يمارس الاطفال ألوانا مختلفة من النشاط وفي هذه المجموعات يلعب هؤلاء الاطفال ألعابا تتطلب من كل منهم أن يكرر المقطع نفسه وبذلك يتعود الاطفال سماع أصواتهم داخل المجموعة التي يلعبون معها .
ولاشك أن المعلم هو الذي يستطع أن يبتكر الطرائق المناسبة لجذب اهتمام التلاميذ ويجعلهم أكثر تقدما في القراءة وذلك عن طريق الزيارات المترافقة مع المناقشة والاحاديث التي تجعل من التلاميذ الذين يعانون من الخجل أو الذين تنقصهم الطلاقة اللفظية أن يجددون الفرصة للتعبير بيسر وطلاقة .