مقدمة
تعتبر
الصورة النهائية للكائن الحى من حيث شكله الخارجى وإنتاجه ما هو إلا محصلة
لعدة عوامل يمكن تلخيصها فى أثر العوامل الوراثية التى ورثها عن اباءه من
جهة والعوامل البيئية المحيطة به من جهة أخرى ، والتغذية أول وأشد العوامل
البيئية أثرا على نمو وإنتاج الحيوان فبدون الغذاء لا يمكن أن يعيش
الحيوان أو أى كائن آخر وبدون اتباع أساليب التغذية السليمة لا يمكن أن
نحصل من الحيوان على الإنتاج المناسب فى صورة لحم أو لبن أو بيض أو أى
منتجات أخرى .
ويتأثر
الجهاز الهضمى قبل غيره من أجهزة الجسم بنوع الغذاء وطريقة التغذية ثم
يمتد التأثير بعد هضم وامتصاص الغذاء إلى أجهزة الجسم الأخرى التى تستخدم
وتمثل تلك المواد الغذائية لتنتج الطاقة اللازمة لعمل أجهزة الجسم
المختلفة .
الغذاء والغرض منه :
على ذلك يمكن تعريف الغذاء أنه هو كل ما يتناوله الحيوان لبناء جسمه والمحافظة على كيانه وحويته وتمكينه من الإنتاج .
ويؤدى الغذاء ثلاث وظائف رئيسية هى :
البناء والمحافظة على مكونات الجسم المختلفة .
مصدر للطاقة اللازمة لإنتاج اللحم ، اللبن ، البيض ، العمل ، ترسيب الدهن ، بالإضافة إلى الوظائف الحيوية الأخرى .
تنظيم العمليات الحيوية فى الجسم .
ويقوم بكل وظيفة من هذه الوظائف مركبات خاصة من مكونات الغذاء :
1- عمليات البناء :
حيث
تساهم البروتينات بأكبر نصيب يليها المواد المعدنية فالماء ، فالفيتامينات
، فالحيوان النامى يكون معظم أنسجته من البروتين ومعظم هيكله العظمى من
الأملاح المعدنية .
2- توليد المجهود الحرارى :
سواء
لحفظ الحياة أو لصور الإنتاج المختلفة فإن الكربوهيدرات تساهم بأكبر نسبة
تليها الدهون ثم البروتين . وأسس التغذية السليمة تحتم عدم استخدام
البروتين كمصدر للطاقة وتوفيره للأغراض التى لا يمكن أن تقوم بها مركبات
غيره وهى بناء الأنسجة وتعويض المستهلك منها .
كما أن توليد الطاقة من البروتين لا يعتبر اقتصادى بالمرة إذ يكلف أكثر من ضعف الثمن إذا ما أخذ من الكربوهيدرات أو الدهون .
3- وفى تنظيم العمليات الحيوية :
تساهم
الفيتامينات والهرمونات والأملاح المعدنية والماء وكلها تساعد على سير
التفاعلات البيولوجية وتمثيل الأغذية بما يمكن الجسم من القيام بوظائفه
الحيوية ...وليس لهذه المواد قيم حرارية تذكر انما لولاها لما تمت هذه
العمليات الحيوية بالجسم ونقصها يؤدى إلى اختلال وظائف الجسم الطبيعية .
يمكن تلخيص أهم القواعد الأساسية لتغذية الحيوان فيما يلى :
أولا : المركبات الغذائية اللازمة للحيوان Nutrients required by animals
ثانيا: كيفية استفادة الحيوان من الغذاء feedstuffs Utilization of
ثالثا: تقييم مواد العلف Evaluation of feedstuffs
رابعا : الاحتياجات الغذائية Nutritional requirements
أولا : المركبات الغذائية اللازمة للحيوان Nutrients required by animals
تلعب
تغذية الحيوان والدواجن دورا هاما فى مشروعات الإنتاج الحيوانى وذلك عن
طريق كميات الأعلاف وأنواعها وأسعارها بخلاف نوع الحيوان وملاءمته لمواد
العلف المستخدمة فى التغذية والمواد الغذائية هى كل ما يعطى للحيوان لحفظ
حياته ويسمى الغذاء فى هذه الحالة بالغذاء الحافظ وما زاد عن ذلك من
الغذاء يتحول داخل جسم الحيوان إلى الإنتاج فى صور متعددة ويسمى هذا الجزء
الزائد من الغذاء بالغذاء المنتج . ولا يقصد بالمواد الغذائية تلك المواد
التى يستفيد الجسم من مركباتها العضوية وغير العضوية فحسب ... بل يقصد بها
أيضا تلك المواد التى لا تحتوى على الكثير من المركبات الغذائية بقدر ما
تؤديه من وظيفة ملء معدة الحيوان واحساسة بالشبع لتأخذ عمليات الهضم
مجراها الطبيعى فى جسم الحيوان ويظهر هذا بوضوح فى الحيوانات المجترة التى
تتغذى على المواد الخشنة كالاتبان والاحطاب والقش .
من
هذا يتضح أن قيمة المواد الغذائية لا تتوقف على تركيبها الكيماوى فحسب بل
تتوقف أيضا على فعلها الميكانيكى وعلى الحيوان الذى يتغذى عليها ، ويمكن
التفرقة بين الغذاء ومادة العلف فالأول بطبيعته يصلح للتغذية وحده أما
مادة العلف فقد تكون مادة مجهزة أو بسيطة تضاف مكملة لاغذية أخرى أو
مخاليط منها .
العلاقة بين تركيب جسم الحيوان وتركيب الغذاء :
الحيوان
منة المتجر ومنه غير المتجر أو وحيد المعدة .. وكلما كان الحيوان من تلك
الانواع وحيدة المعدة و التى تحتاج إلى مواد مركزة سهلة الهضم تحتوى على
نسبة قليلة من الالياف كلما انخفض بالتالى أهمية الأغذية الخشنة و ارتفعت
فى نفس الوقت أهمية المواد المركزة المنخفضة فى محتواها من الالياف . وعلى
العكس من ذلك نجد أن الحيوانات المجترة كالبقر والجاموس والغنام تحتاج إلى
كميات كبيرة من الاتبان وبقايا المحاصيل الناتجة بالحقل ، ومن ثم تتضح
أهمية الإكثار من هذه الحيوانات والاهتمام بها فى مزارعنا لاستغلالها فى
تحويل بقايا المحاصيل عديمة النفع إلى مواد صالحة لغذاء الانسان كاللحم
واللبن وغيرها وكلما كان الغذاء مناسبا لأنسجة الجسم والوظائف التى يؤديها
فإن الحيوان يبقى فى صحة جيدة . ولا يجب الاهتمام بكمية الغذاء دون
الاهتمام بمحتوى هذا الغذاء من المركبات الغذائية وهذا فيما يختص بالغذاء
الحافظ ، أما الغذاء المنتج فهو ذلك الغذاء الزائد عن العليقة الحافظة
ويوجه للإنتاج بمختلف صوره ... وايا كان نوع الإنتاج فيمكن الحصول عليه
بواسطة التربية والتغذية الصحيحة للحيوان .
فمثلا
الحيوان الصغير الذى لم يكتمل نمو اعضاؤه يجب أن يعطى المركبات الغذائية
اللازمة له من بروتين ودهن وكربوهيدرات وماء ومواد معدنية من أجل إنتاج
اللحم والعظم والدهن، وفى الوقت نفسه يجب أن يغطى الغذاء المجهود اللازم
لاستمرار الحيوان . أما فى الحيوانات تامة النمو والتى تعطى صورا مختلفة
من الإنتاج فيجب امدادها بأغذية توافق هذا الإنتاج ، فإذا كان المطلوب
تكوين أنسجة بروتينية فى جسم الحيوان فيجب إضافة البروتين فى العلائق وأما
عند تكوين دهن يضاف النشا أو السكر .. وعند إنتاج العمل تكون المواد
الكربوهيدراتية الأخرى هى الاساس . وعموما فأن التغذية الصحيحة هى التغذية
اللازمة للحصول على أكبر إنتاج بأقل كمية من الغذاء ، ولذلك يجب الالمام
بتركيب مواد العلف و اهميتها كغذاء حافظ أو منتج .
والحيوانات
المجترة مثل الماشية والأغنام والماعز هى التى تقوم باجترار الغذاء الذى
قامت بتناوله مسبقا أو تقوم بمضخ بلعات مسترجعة من الكرش ليتم الطحن الجيد
للغذاء الخشن المرتفع فى نسبة الالياف والذى يمكنها أن تستفيد منه بواسطة
عمليات التخمر الميكروبى التى تحدث بفعل الكائنات الحية الدقيقة التى تعيش
فى الكرش معيشة تكافلية مع الحيوان العائل .
ولذا فأن هذه الحيوانات تستطيع الاستفادة بصورة جيدة من الأغذية العالية فى محتواها من الالياف ( المواد الخشنة النباتية) .
وعلى ذلك فإن المكونات الرئيسية لمادة العلف تكون :
الماء أو الرطوبة
الرماد الخام
البروتين الخام
الدهن الخام
الالياف الخام
الكربوهيدرات الذائبة
1- الماء
يوجد
الماء فى المادة الغذائية أما فى صورة حرة بينما يوجد الجزء المرتبط (مع
البروتين أو الكربوهيدرات ) ويجب ملاحظة أنه كلما زادت كمية الماء فى
المادة الغذائية كلما قلت قيمتها الغذائية.
وتختلف نسب الماء باختلاف المواد الغذائية فهى تتراوح بين 5 – 95 %
مثلا تكون فى حدود 10 % فى الكسب – الحبوب- البذور .
وتكون فى حدود 15 – 20 % فى الدريس .
وتصل إلى 85 % فى حالة الاعلاف الخضراء مثل البرسيم .
وتصل حدها الاقصى (90 – 95 % ) فى تفل البيرة وبقايا عملية تصنيع بنجر السكر .
وهناك
علاقة وثيقة بين المدة التى يمكن أن تحتفظ فيها المادة الغذائية محتواها
من الرطوبة فزيادة نسبتها فى المادة الغذائية يسهل نمو البكتريا التى قد
تكون سببا فى سرعة فساد الاغذية.
للماء وظيفتين :
1- وظيفة تكوينه :
يدخل فى تكوين جسم الحيوان مكونا حوالى 60 - 70 % فى وزنه .
فتركيب العضلات يحتوى على 30 % بروتين – 70 % ماء .
أما تركيب الدهن يحتوى على 90 % دهن – 10 % ماء .
2- وظيفية فسيولوجية وتشمل :
يساعد فى عمليات القضم والبلع والاجترار والهضم .
يقوم بحمل المواد الغذائية الممتصة إلى الدم وكذلك يحمل الفضلات إلى خارج الجسم .
هو الوسط الطبيعى المناسب لجميع التفاعلات البيولوجية فى الجسم.
يعمل على تنظيم درجة حرارة الجسم عن طريق التبخير من سطح الجلد ( العرق ) والرئتين .
يكسب الجسم والعضلات المرونة المصحوبة بالقوة .
مصادر الماء اللازم للحيوان :
يحصل الحيوان عادة على معظم الماء اللازم له عن طريق :
ماء الشرب
الماء الموجود فى مواد العلف المختلفة .
الماء الناتج من عملية اكسدة المواد الغذائية ( الكربوهيدرات – البروتين- الدهون )
احتياجات الحيوان من الماء :
تختلف احتياجات الحيوان من الماء باختلاف عوامل كثيرة منها :
حجم الإنتاج:
الحيوانات ذات الإنتاج العالى من اللبن تحتاج إلى كميات أكبر من الماء بالمقارنة بالحيوانات ذات الإنتاج المنخفض .
نوع الإنتاج :
إنتاج اللبن يزيد من احتياجات الحيوان من الماء بالمقارنة بما يحتاجه الحيوان الجاف أو حيوان اللحم أو حيوان الصوف.
عمر الحيوان :
تقل الاحتياجات من الماء للحيوانات البالغة عنها للحيوانات النامية .
درجة الحرارة:
نجد أن ارتفاع درجة حرارة الجو تسبب زيادة احتياج الحيوان من الماء .
الفصائل الحيوانية المختلفة :
تختلف احتياجات الحيوان من الماء تبعا لنوع الحيوان فمثلا احتياج الجمل من الماء أقل من احتياجات الخيل .
نوع الغذاء و تركيبه :
عند التغذية على مواد غذائية تحتوى على كميات كبيرة نسبيا من الاملاح المعدنية فأن ذلك يسبب زيادة احتياج الحيوان للماء .
الرعاية الجيدة:
هى ترك الحيوان يحصل على كميات كافية من الماء النظيف تبعا لاحتياجاته .
2- الكربوهيدرات :
تعتبر
المصدر الرئيسى للطاقة فى الغذاء وتتركب الكربوهيدرات من الكربون و
الايدروجين و الاكسجين ونسبة الاخيرين لبعضهما كنسبة وجودهما فى الماء 2 :
1 .
وتكون الكربوهيدرات 65 – 80 % من المادة الجافة بالحبوب والمواد الخشنة .
وبالتحليل الكيماوى تنقسم الكربوهيدرات إلى :
أ
– مجموعة الكربوهيدرات الذائبة فى القلويات والأحماض الخفيفة ويطلق عليها
Nitrogen – free - extract ويرمز لها NFE وتشمل السكريات والنشويات .
ب
– الالياف الخام Crude fiber ويرمز لها CF وهى غير قابلة للذوبان فى
القلويات والأحماض الخفيفة وتشمل المواد السليولوزية وبعض اللجنين ( وهو
غير كربوهيدراتى ) وتعتبر الألياف الخام مصدر غير جيد للطاقة وكلما زادت
نسبة الالياف الخام بمادة العلف كلما قلت قابلية المركبات الغذائية الأخرى
للهضم ومن ثم تنخفض القيمة الغذائية لمادة العلف . وتتراوح نسبة الالياف
الخام بين 2 % فى حبوب الاذرة إلى 40 % فى مصاص القصب وتستطيع المجترات
والفصيلة الخيلية هضم السليولوز فى الألياف بواسطة الأحياء الدقيقة
والطاقة المستمدة من الكربوهيدرات تستخدم فى أداء العديد من الوظائف
الحيوية فى جسم الحيوان للحفاظ على الحياة وللنمو والتكاثر وتكوين
المنتجات الحيوانية .
ونسبة الالياف فى النبات تختلف تبعا لعدة عوامل :
عمر النبات:
تقل نسبة الألياف الخام فى النباتات صغيرة السن وتزيد عند كبر النبات .
أجزاء النبات :
تزيد نسبة الألياف الخام فى السيقان وتقل فى الأوراق .
تختلف نسبة الالياف الخام باختلاف المواد الغذائية :
تكون حوالى 40 – 45 % فى القش و الاحطاب و الاتبان .
تكون حوالى 20 – 25 % فى الدريس .
تكون حوالى 1 – 10 % فى الحبوب .
يحتاج
الحيوان إلى كميات من الألياف الخام فى غذائه عادة – باستثناء مرحلة
الرضاعة وبالإضافة إلى قيم الألياف الخام كغذاء فلها فوائد أخرى :
تشعر الحيوان بالشبع الامتلائى .
تنبه حركة المعدة والأمعاء فتسير عمليات الهضم فى مستواها الطبيعى .
تنبه افراز االعصارات الهاضمة .
تساعد على تكوين البراز الطبيعى وعلى عملية إخراج الفضلات .
اللجين
( أحد مكونات الالياف الخام ) لا يهضم على الإطلاق أما بالنسبة للسليلوز و
الهمسليلوز – تستطيع الحيوانات المجترة التى لها معدة مركبة ( كرش – شبكية
– ورقية – انفحة) أن تستفيد منهم بواسطة الكائنات الحية الدقيقة الموجودة
فى الكرش التى تقوم بالتأثير عليهم و إنتاج الأحماض الدهنية الطيارة التى
تعتبر مصدر للطاقة فى هذه الحيوانات ( حمض الاستيتيك – حمض البروبيويك –
حمض البيوتريك ) .
لذلك نجد أن علائق الحيوانات المجترة يمكن أن تحتوى على نسب عالية من الألياف الخام بالمقارنة بالحيوانات ذات المعدة الواحدة .
3- الدهن الخام :
تدخل
الدهون فى تركيب الخلية النباتية ويختلف محتوى المادة الغذائية من الدهون
فالحبوب و البذور تحتوى على نسبة أعلى فى الدهن بالمقارنة بالأوراق أو
السيقان ومن أغنى البذور بالدهن بذور الكتان وعباد الشمس حيث تصل نسبة
الدهن بها إلى 30 – 40 % يتكون الدهن فى جسم الحيوان من الأغذية الموفرة
للمجهود الحرارى الزائدة عن احتياجات الحيوان الحرارية (الكربوهيدرات –
الدهون – البروتين ) ومعظم المتكون منه جسم الحيوان مصدرة للكربوهيدرات
لأن الدهن لا يضاف إلى العلائق المعتادة للماشية ولا يوجد منه إلا النسبة
الموجودة طبيعيا فى مواد العلف التى لا تزيد عن 5 % فى معظم مواد العلف .
ويوجد
الدهن بجسم الحيوان كمركبات نباتية فى الأنسجة والأعضاء أو بمثابة مركبات
مخزنة لتركيز الطاقة الزائدة عن حاجة الحيوان ويمكن للجسم أن يستغلها وقت
الحاجة .
وتوجد
الدهون النباتية السائلة تحت درجة حرارة الغرفة لاحتوائها على نسبة عالية
من الأحماض الدهنية الغير مشبعة أما الدهون الحيوانية فتكون متماسكة على
درجة حرارة الغرفة لاحتوائها على نسبة عالية من الأحماض الدهنية المشبعة
ويخزن الدهن فى جسم الحيوان فى أماكن مختلفة ( تحت الجلد – بين وداخل
العضلات – الفراغ البطنى – حول الكلي ) .