أنسيتِ حسّانَ الرسول ، وشعرُه *** كالنّبْل نحو الكافرين يُصوَّب ُ ؟
يُلقي قصائدَه الجيادَ ، وحوله *** جبريلُ يَدْعَمُ قوله ويُصوّب ُ ؟
أنسيتِ كَعْب َ الشعر وابنَ رواحةٍ *** ممّن بهم طَعْمُ القوافي يَعْذُبُ ؟
إني أكمّل رحلةَ الشعر التي *** بدأتْ هنالك حين شعّ الكواكب
حين استدار الّدهْرُ دَوْرَتَه التي *** في ظلّها الميمون سار الموكبُ
حين التقى التكبير في ساح الوغى *** بالشعر، وانتفض الحصانُ الأشهبُ
إني أكملّ يا معاتبتي بما *** أنشدتُ ، ما بدأ الرعّيل الأطيبُ
إني أكمل دور كلّ مجاهدٍ *** بالشعر، طاب لما يقول المشرَبُ
الفرقُ، يكمن في حقيقة أمتي *** لماّغدتْ في عصرنا تتذبذبُ
بالأمس كان الشعر صوتَ جهادنا *** واليوم أصبح في الجهاد يرغّب ُ
بالأمس كان الشعر يرسم فجرَنا *** واليوم أثقل كاهلية المغرب
شتّانَ بين قصيدةٍ، من خلفها *** جيشُ يؤيدّ ما تقول ، ويُرْهَبُ
وقصيدةٍ تستنهض الهمم التي *** ضعُفتْ ، وتدعو الغافلين وتطلب
شتّان بين الشعر ، يحمي ظهرهُ *** ويروّع الأعداء لماّ يغضبُ
والشعر ليس وراءَ ظهر حروفه *** إلا شعور الخائفين المجدبُ
والشعر يسترخي على اوهامة *** كهجينِ قومٍ ، رأَْيهُ متقلّبُ
شتان بين الشعر ،يحمل فنّه *** روح الهدى ، وإلى الفضيلةِ يُنْسبُ
والشعر يسترخي على أوهامه*** كهجين قوم رأيه متقلب
لومي الذين تلبّسوا بحداثةٍ *** غربيّةٍ ، وتخَنْفسوا وتَثعْلبوُا
لومي القصائدَ حين تُصبح خنجراً *** في ظهر أمتنا التي تتعذبُ