الشاعرة الجزائرية نعيمة نقري للشاهد: قصيدة النّثــر أحدثت انقلابا في الأدب، والإعلام يهتم بالحركة الثقافية.

بسم الله الرحمان الرحيم :
الشاعرة الجزائرية نعيمة نقري للشاهد:
قصيدة النّثــر أحدثت انقلابا في الأدب، والإعلام يهتم بالحركة الثقافية.
حاورها : الأستاذ وليد شموري

شاعرة متواضعة في وجودها وأميرة بكلماتها، تعشق الكتابة بجنون و ينثر قلمها قصائد لا يسعك إلاّ أن تعجب بها،إنها الشاعرة الجزائرية نعيمة نقري والتي كان لنا معها هذا الحوار الشيّق.

بداية من هي نعيمة نقري الشاعرة والإنسانة وكيف نشأت؟
نعيمة نقري هي ذات تبحث عن الصفاء و التشبّع الروحي بين مسافات الشجن .. ولدت ذات شتاء في بلدة صغيرة لا تتقن سوى لغة الأخضر ..إسمها الشبلي تقع بقلب سهل المتيجة ( البليدة ) ..فعاشت طفولة كلها تأمل و محاكاة مع عناصر الطبيعة .. لا زالت تحتفظ بذاكرتها رائحة الليمون و زهر البرتقال و نعومة الفراشات و خرير المياه .. هي ابنة الطبيعة بكل ما فيها من تقلب .. بكل ما فيها من تناقض ..و كبرت و كبر همها و اهتمامها حتى استقر بها الهيام شاعرة تبحث عن مقاسات خرافية لأعماقها ..
ما هي إصدارتك حتى الآن؟
صدر لي السنة الماضية مجموعة شعرية بعنوان " كأني ,, به " عن دار النشر ميم و عندي مجموعة أخرى تحت الطبع بعنوان " نون "
لمن تكتبين ؟ ومتى عشقت الكتابة؟ وما جدوى الكتابة بنظرك؟
عشقت الكتابة يوم تملكت مقاليد الغوص في أعماق ذاتي و كل أبعادي الإنسانية السحيقة .. يوم امتلكت قدرة الضغط على صمام بوحي لأطلق صوري الطليقة .. يوم تشكل وعي اتجاه نفسي و الأشياء المحيطة بي ..في الحقيقة حين أكتب لا أفكر أبدا لمن أكتب بل أتفرد بالتفكير في ذاتي و كيف أبلور تلك الصورة الشعرية لأمسك بعصفور الدهشة .. لكن يبقى عشمي أن تقع أعمالي بين أيدي الذين يفقهون في الرمز و أبعاده و في الصور المعقدة .. أعشق لعبة إرباك المتلقي و أعجب بالقارئ الذكي .. و أحب إشراكه في متاهتي ..تسألني عن جدوى الكتابة و كأنك تسألني عن جدوى الحياة بكل ما فيها من متعة و اشتهاء و سعي للامساك بفراشة الفرح .. نحن نكتب كي لا نموت .. نحن نعيد صياغة الواقع وفق مقاسات إنسانية عالية الرقي حتى ننبه لما يجب أن تكون عليه .. هي طريقتنا الذكية للتنفس الصحّ ...
قصيدة النثر – وحسب المهتمين- لا زالت تعاني إشكالية التعبير عن الهوية فهل أثبتت أو ستثبت شرعيتها الشعرية؟
أنا لا افهم لغة الإقصاء الممارسة من بعضهم على قصيدة النثر .. إذ أنبذ الإقصاء في كل المجالات فما بالك بالأدب .. و انا شخصيا أرى أنّ الأدب كائن حي كغيره يتطور ؛ يكبر ؛ يتغير ، يتوالد ؛ و طالما هذا من ذاك فهو شرعي ..و لا احد ينفي شرعيته .. عجيب كيف يضيق الخناق بعضهم في حين الأدب يتسع ..فكوني لا أحب نوعا أدبيا ما لا يعطيني الحق في تجاهله و محاربته فما أراه أنا حسنا قد تراه أنت مسخا و العكس صحيح ..طبعا قصيدة النثر أثبتت شرعيها ووجودها و أحدثت انقلابا في الأدب و إلاّ ما حدثت كل تلك الهالة من الذين يرفضون الاعتراف بها و ستثبت نفسها أكثر بترسانة الشعراء الشباب القادمين و الذين تملصوا من صيغة الجمع و الصور الجماعية ليتفردوا في التصوير جاعلين من تجربتهم الشخصية مرايا للآخر ..
هل هناك آليات وأدوات تقوم عليها؟
طبعا لقصيدة النثر آليات و أدوات كونها لا تكتب كي تغنى و بالتالي لا تعتمد على التقطيع و التشطير كالشعر العمودي ,, فتعتمد على حضورها الشعري من بنية الجملة أو الفقرة .. للشاعر فيها حرية الدخول فيها من حيث شاء و تعتمد على الاختصار دون إهمال كثافتها النوعية و عنصر الدهشة فهي كتلة قائمة بذاتها ..
ماذا قدّمت قصيدة النثر للشعر العربي؟
قصيدة النثر أضافت للشعر الأدبي كائن أدبي راقي جميل غني متنوع و مدهش على أساسه حدثت حركية كبيرة في البحوث و الدراسات و المقارنات .. إضافة إلى خلق ذوق آخر لجمهور مختلف له ثقافته ووعيه و حسه وروحه المتميزة ..
هل تطلعت الشاعرة نعيمة نقري ونجحت في إرسال صوتها الإنساني إلى مختلف الآذان والآفاق ؟
أكيد لي تطلعاتي و نظرتي لمشروع الكتابة بالنسبة لمساري الأدبي ,, ما زلت على عتبة الانطلاق .. أضع مخططي الخاص و المتواضع امشي بخطى ثابتة و اطمح للكثير .. سألفت الانتباه لا محالة .. فقط انتظروني ..
علاقة الأنثى بالقصيدة كيف تصفينها؟
علاقة الأنثى بالقصيدة .. باختصار القصيدة هي الأنثى ..بكل ما تحمله من معالم الجمال و الذكاء و النباهة و الفطنة و الدهشة
هل الإعلام يهتم بالحركة الثقافية في الجزائر؟
يجب علينا أن لا ننفي ان الإعلام يهتم نوعا ما بالحركة الثقافية حسب ما هو متوفر له و لديه .. خاصة الشباب منهم و الدليل أنت سيدي اتصلت بي من اجل تسليط الضوء علي كشاعرة إيمانا منك بما اكتب لذا لن أفوت الفرصة لأشكرك و اشكر كل طاقم الجريدة على ما تبذلوه من جهد ..

كلمة أخيرة؟
لكم مني كل التقدير ..
[img][/img]