ما لا تعرفه عن جوجل

دعني أطرح عليك سؤالا. لنفترض أنك تبلغ من العمر 27 عاما وسألتك كم ثانية توجد في عمرك؟ كيف ستجيب على هذا السؤال؟ كيف ستحل هذه المسألة الحسابية؟ ستقوم بتشغيل الآلة الحاسبة الموجودة في جهاز الكمبيوتر الخاص بك ثم تحسب كم ثانية توجد في الدقيقة الواحدة، ثم تضرب الناتج في 60 لتحصل على عدد الثواني في الساعة الواحدة، ثم تضرب الناتج في 24 لتحصل على عدد الثواني في اليوم الواحد، ثم تضرب الناتج في 365 لتحصل على عدد الثواني في السنة الواحدة ثم تضرب الناتج في 27 لتحصل على عدد الثواني التي مرت عليك في عمرك الذي يبلغ 27 عاما. إن كنت قد فكرت في حل هذه المسألة بهذه الطريقة، اسمح لي أن أقولك لك "أنت لم تدخل عصر جوجل بعد!". فجوجل يستطيع أن يجيبك على هذا السؤال في أقل من ثانية. فكل ما عليك هو أن تقول له – باللغة التي يفهمها والتي سيتم شرحها في هذا الكتاب- يا جوجل "أخبرني كم ثانية توجد في 27 عاما؟"، وسوف يجيبك في أقل من ثانية، بمجرد نقرة زر. هكذا بمنتهى البساطة. لقد ضربت لك هذا المثال لمجرد أن أوضح لك بأن جوجل لديه الكثير من الخدمات التي تسهل لنا أمورا كثيرة في حياتنا، ولكن الأغلبية العظمى من مستخدمي الإنترنت العرب لا تعرف كيف تستفيد منها، أو بمعنى أدق... تجهلها.

اكتشف الانترنت حياتك

الشابان اللذان أسسا جوجل وغيرا وجه الإنترنت
ستتعرف على قصتهما داخل الكتاب

يتمتع جوجل بإمكانيات هائلة، ولكن للأسف الأغلبية العظمى من مستخدمي الإنترنت العرب لا تعرف كيف تستفيد منها.

دعني أعطيك لمحات سريعة عن بعض هذه الإمكانيات:

هل تعلم أنك تستطيع أن تبحث في جوجل صوتيا عن طريق التحدث إليه بدون أي جهاز كمبيوتر وبدون اتصال بالإنترنت؟ هذه حقيقة وليس مزحا.

هل تعلم أنك من خلال مربع بحث جوجل تستطيع معرفة أرقام هواتف الأشخاص والشركات بمجرد كتابة اسم الشخص أو الشركة بطريقة معينة؟ كما أنك تستطيع أيضا معرفة عنوان سكن ذلك الشخص أو عنوان الشركة والإطلاع على هذا العنوان على خريطة، بل والتجول أيضا في الشارع الذي يوجد به مسكن ذلك الشخص أو مقر تلك الشركة من خلال جولة تخيلية وأنت جالس أمام حاسوبك.

هل تعلم أنك عندما تبحث عن صور في جوجل، يستطيع جوجل أن يميز بين صور وجوه الأشخاص والصور الأخرى وأن يميز بين الصور البيضاء والسوداء والصور الملونة؟ وإذا كنت تبحث عن صور ملونة تستطيع أن تطلب من جوجل أن يأتي لك بالصور التي تحتوي على لون معين فقط؟ فمثلا تستطيع أن تطلب من جوجل أن يأتي لك بصور السيارات التي يكون لونها أحمر فقط أو أبيض فقط، الخ.

هل تعلم أنك تستطيع أن تعرف ما هي الدول والمدن الأكثر بحثا في جوجل عن موضوع معين؟ فمثلا تستطيع أن تتعرف على الدول والمدن الأكثر بحثا في جوجل عن أشياء سلبية مثل كلمة "جنس"، وكذلك أكثر الدول والمدن بحثا في جوجل عن أشياء إيجابية مثل كلمة "كتب". كما أنك تستطيع أن تستفيد من هذه الخدمة في أعمالك، فتستطيع أن تعرف ما هي أكثر الدول والمدن بحثا عن منتج معين، الخ.


هل تعلم أن جوجل يستطيع أن يخبرك بأنك قد قمت مثلا في الساعة كذا يوم كذا من شهر كذا في عام كذا بالبحث عن كذا وقمت بالذهاب إلى موقع كذا؟ نعم تستطيع أن تستعرض بالتفصيل تاريخ عمليات البحث التي قمت بها في جوجل، حتى وإن مرت عليها سنوات.

تحب الخيال العلمي؟ هل تعلم أن جوجل يوفر لك خدمة مجانية تسمح لك باستكشاف سطح القمر والقيام بجولة تخيلية على سطح القمر وأنت جالس أمام شاشة حاسوبك. سياح الفضاء يدفعون الملايين الآن من أجل القيام بجولة إلى سطح القمر.

كنت تتمنى الدراسة في الغرب ولكنك لا تستطيع ماديا؟
الآن تستطيع مشاهدة آلاف المحاضرات العلمية في كافة المجالات من أرقى جامعات العالم وذلك من خلال قناة الفيديو التعليمية المجانية التابعة لجوجل.

هل تعلم أنك تستطيع أن تبحث في جوجل من خلال إرسال رسالة قصيرة من هاتفك المحمول إلى رقم خاص بجوجل ويقوم جوجل بالرد عن طريق إرسال نتائج البحث إليك على شكل رسالة قصيرة أيضا؟

هل تعلم أن جوجل يستطيع أن يرسل إلى بريدك الإلكتروني أولا بأول أحدث المعلومات التي يتم نشرها على الإنترنت حول أي موضوع معين تحدده أنت؟ فمثلا لو أنت تقوم بعمل بحث حول مرض أنفلونزا الخنازير، يستطيع جوجل أن يرسل إلى بريدك الإلكتروني روابط صفحات الإنترنت التي تحتوي على كل جديد عن هذا المرض.

هل تعلم أنك بمجرد نقرة على زر بحث جوجل تستطيع أن تعرف التوقيت الحالي في أية دولة أو مدينة رئيسية في العالم، وتقوم بتحويل قيمة العملات المختلفة والأوزان والمقاييس المختلفة، وكذلك القيام بعمليات حسابية معقدة، حيث تستطيع أن تستخدم مربع بحث جوجل كآلة حاسبة متقدمة؟

هذا غيض من فيض بالنسبة للأشياء العديدة التي ستتعلمها في هذا الكتاب.

هذا الكتاب هو صرخة في وجه مستخدمي الإنترنت العرب تقول لهم أنه قد آن الأوان أن يستخدموا جوجل بالشكل الأمثل الذي يحقق لهم أقصى استفادة من إمكانيات جوجل الهائلة. إن الأغلبية العظمى من مستخدمي الإنترنت العرب لا يستخدمون جوجل سوى عن طريق كتابة بعض كلمات البحث في مربع بحث جوجل ثم ينقرون على زر البحث، ولا يفعلون شيئا أكثر من ذلك، لأنهم لا يعرفون أصلا أكثر من ذلك ... للأسف الشديد.