بسم الله الرحمان الرحيم
1- لغة:
تعددت التعاريف الغوية للكاريكاتير وتنوعت، إلا أن مجملها نتفق على أنه
( الكاريكتير) فن ضاحك يعتمد السخرية كوسيلة يلح بها الواقع وينتقده بصورة هزلية ساخرة قد تحمل غالباً طابعاً صدامياً هجائي.
وجاء تعريفه ( الكاريكتير) في قاموس "لروس" )
الكاريكتير ( Caricature) رسم، لوحة مضحكة تعمد إلى تشويه ملامح شخصية ما وتحافظ على بعض ملامحها وخصائصها الحقيقية بغية انتقادها. ونجده في القاموس الموسوعي أوزو ( Auzou) بأنه رسم يوضح بعض ملامح الوجه أو جسد شخص ما ، بطريقة ساخرة مثيرة للضحك، يخلق من خلالها الرسام (الكاريكتيري)، طابعاً هزلياً ساخراً. (2)
وهو حسب ما جاء في القاموس المنجد ( فرنسي- عربي ) رسم هزلي ساخر] كذلك[ أو صور تعتمد تشويها مغالي فيه، وصورة زائفة للمجتمع أو شخص ما بشكل يثير الضحك والسخرية. (3)
ويقال أن كلمة كاريكتير ذات أصل لاتيني ؛ كريكا "Carica " وهي اسم مقتبس من الإيطالية كاريكاتورا " Caricatura " والتي تعني: لوحة فيها صابغة تعطي للشخصية تمثيلاً هجائياً أو هي تمثيل عمدي مشوه للحقيقة لغرض النقد أو الهجاء.
وهناك من يرى أن الأصل اللغوي لكلمة ( كاريكاتور ) مشتق من الفعل اللاتيني "Caricare " كاريكاره، الذي يعني حرفياً، "يغير ويحرف" وفي الحقيقة فإن المعنى يستجيب إلى وظيفة الكاريكاتور لتي هي تغير سمات الوجه، تضخيمها أو تصغيرها بشكل مفرط .
عموماً يرى فيه اللغويون فن الإضحاك بالتضخيم أو المسخ لصورة شخص ما، يهدف السخرية، أو الفن مضحك في ظاهرة، ناقد في مدلوله وهو فن ساخر، كونه يشير السخرية في تناوله للمشاكل التي تواجه الإنسان، وقد وظف في مضمار النقد الإجتماعي والسياسي بقدر على إضفاء جو من المرح والضحك وخلق التسللية بالإضافة إلى أفكاره اللاذعة .
- اصطلاحاً:
صبت جل التعريفات الإصطلاحية للكاريكتير في مضمار واحد. وإن اختلف معرفوه، سواء من ناحية ثقافاتهم، بيئاتهم وجنسياتهم.
فنجده عند " برغسون" في نهاية الضحك والفكاهة بـ : الرسم الساخر والتجسيد أو الوصف التشكيلي الذي يجري خلاله التضخيم والمبالغة في أحد الجوانب المميزة لشخصية معينة، بحيث تبدو مثيرة للضحك بهدف السخرية الإجتماعية أو السياسية
وقد تتجاوز ذلك أحياناً إلى أهداف شخصية.
والشائع هو أنه فن يبالغ ويغالي في تشويه ملامح شخصيات معينة بشكل هزلي تهكمي يحمل طابعا هجائياً.
ويرى فيه " بربيان " ذلك النوع من التجسيد المصور لملامح وجه يسعى فيما يشبه المفارقة إلى أن يشبه أو يشابه الوجه الذي يُصَور ويختلف عنه أيضاً، فيضخم في حجم المعلومات ويزيدها تشويهاً وبعداً عن الواقع والحقيقة .
والجرأة التي يعتمدها الكاريكاتوري في الوصف والتجسيد الساخر وقدرته على تغيير ملامح الوجه وتجسيدها بشكل فائق السخرية منحتاه مصداقية تخطى بها حدود المعقول.
ويقول فيه "توماس براون" Sir Thomas Brown : إنه عندما ترسم وجوه الأشخاص عن طريق تشبيهها ببعض الحيوانات، يسمي الإيطاليون هذا بالكاريكاتير.
كما يمكن وصفه بالفن الذي يضع وجه المرح أو الأضحوكة على جسد الحقيقة أو وجهها.
وهو عند " Graham Everit" رسومات تقوم بتشويه جوهر الشخص أو الشيء من أجل خلق شبه مرئي تعريفي، ويمكن لهذا الكاريكاتير أن يشتم أو يغلق أو يخدم أهدافاً سياسية، كما يستند أن يسلي ويمتع ويرفه .
ما يعني أن الكاريكاتير كما يستطيع أن ينقد ويسخر، يستطيع أن يمتع الناس ويسليهم. ويعتبر هذا النوع من الكاريكاتير الأكثر انتشار في أمريكا وتخصص له مجلات وصحف أي تلك المجالات المخصصة للتسلية بشكل عام.
وجاء تعريفه عند " موريس لاكومب " ( M. Lacombe) ، تعبير تصويري، أو رسم محشو(Portrait- Charge) بأخطاء معللة، طبيعياً بصفة نستطيع من خلالها إيجاد التشابه الكامن بينها وبين الشخصية التي نرغب في جعلها هزلية. فنعطي عامة هذا الإسم لكل رسم مبالغ فيه وخارج عن كل ترجيخ أو احتمال .