حياكم الله أيها الأخوة الأفاضل وأيتها الأخوات الفاضلات
طبتم وطاب ممشاكم وتبوئتم جميعاً من الجنة منزلاً
فمن المعلوم لنا جميعاً أننا قدمنا على أيام
نعم أنها أيام
ولكن هيا أفضل الأيام
أيام العمل الصالح فيها مضاعف والثواب فيها عظيم
وإيماناً منا نحن فريق القرآن الكريم
نقدم لكم
الليــال العشـــر مالها وماعليها.
قُرت أعيننا برمضانُ وظللنا ننتظر الفرحُ
فجاء العيدُ فرحةً لنا ومن بعدها نرجوا من الله العملُ
فجاءت لنا أيام العشرِ مسرعةً تُعطى فرصة لكلِ مُقصرٍ للعملِ
فهل اغتنمناها واصبحنا فيها كالفرسانِ فى الحربِ
نُسرع ونُخطط ونهلل ولانريدُ فى النهايةِ إلا الفوزِ
فأى فوزٌ أعظمُ وأجلُ من جنات الخلدِ والفردوسِ الأعلى
ونجاةٌ من النارِ وفرحٌ بروئيةِ الملكُ الأعلى.
ولقد قال الله تعالى {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ }آل عمران133
أى وبادروا بطاعتكم لله ورسوله لاغتنام مغفرة عظيمة من ربكم وجنة واسعة, عرضها السموات والأرض, أعدها الله للمتقين.(التفسير الميسر)
فهيا بنا الأن نعرف وضع الأيات فى القرآن ومن ثمُ ماهى الأعمال التى يجب ان نبتدرها ونسارع بفعلها حتى نفوز بأفضل ايام الدنيا. فهيا بنا نعيش فى رحـاب الأية:
بسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4) هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (5) .
**والليالي العشر الأوَل من ذي الحجة وما شرفت به** التفسير الميسر
**أي عشر ذي الحجة** تفسير الجلالين
**الظاهر أن المقسم به، هو المقسم عليه، وذلك جائز مستعمل، إذا كان أمرًا ظاهرًا مهمًا، وهو كذلك في هذا الموضع.
فأقسم تعالى بالفجر، الذي هو آخر الليل ومقدمة النهار، لما في إدبار الليل وإقبال النهار، من الآيات الدالة على كمال قدرة الله تعالى، وأنه وحده المدبر لجميع الأمور، الذي لا تنبغي العبادة إلا له، ويقع في الفجر صلاة فاضلة معظمة، يحسن أن يقسم الله بها، ولهذا أقسم بعده بالليالي العشر، وهي على الصحيح: ليالي عشر رمضان، أو [عشر] ذي الحجة، فإنها ليال مشتملة على أيام فاضلة، ويقع فيها من العبادات والقربات ما لا يقع في غيرها.
وفي ليالي عشر رمضان ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر، وفي نهارها، صيام آخر رمضان الذي هو ركن من أركان الإسلام.
وفي أيام عشر ذي الحجة، الوقوف بعرفة، الذي يغفر الله فيه لعباده مغفرة يحزن لها الشيطان، فما رئي الشيطان أحقر ولا أدحر منه في يوم عرفة، لما يرى من تنزل الأملاك والرحمة من الله لعباده، ويقع فيها كثير من أفعال الحج والعمرة، وهذه أشياء معظمة، مستحقة لأن يقسم الله بها
**تفسير الشيخ السعدى.
ثم نتطرق هنا لفضلها:
فيكفي في فضلها ان الله اقسم بها في القران
قال الله تعالى: ( وَالْفَجْرِوَلَيَالٍ عَشْرٍ )الفجر1
كما قال سبحانه وتعالى: (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ )الحج28
قال ابن عباس أن الايام المعلومات هى أيام العشرمن ذى الحجه
قد ورد في فضلها أدلة من الكتاب والسنة منها
1- قال تعالى {والفجر . وليالٍ عشر } قال ابن كثير رحمه الله : "المراد بها عشر ذي الحجة كما قاله ابن عباس وابن الحقير ومجاهد وغيرهم " .
2- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « ما العمل في أيام أفضل في هذه العشرة ، قالوا : ولا الجهاد ، قال : ولا الجهاد إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشئ » [رواه البخاري]
3- قال تعالى : { ويذكروا اسم الله في أيام ٍ معلومات } قال ابن عباس وابن كثير يعني : "أيام العشر"
4- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « مامن أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر ، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد » [رواه الطبراني في المعجم الكبير]
.
5- كان سعيد بن جبير - رحمه الله - إذا دخلت العشر اجتهد اجتهاداً حتى ما يكاد يُقدَر ُ عليه ، [الدارمي]
6- قال ابن حجر في الفتح : والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة ، لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه ، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج ، ولا يأتي ذلك في غيره
ما يستحب في هذه الأيام :
1- الصلاة : يستحب التبكير إلى الفرائض ، والإكثار من النوافل فإنها من أفضل القربات .عليك بكثرة السجود لله فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك إليه بها درجة ، وحط عنك بها خطيئة » [رواه مسلم] - وهذا في كل وقت
2- الصيام : لدخوله في الأعمال الصالحة ، فعن هنبدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ، ويوم عاشوراء ، وثلاثة أيام من كل شهر [رواه أحمد وأبو داود والنسائي وغيرهم] - وقال الإمام النووي عن صوم أيام العشر أنه مستحب استحباباً شديداً
فضلاً أن صوم يوم واحد فى سبيل الله يباعد بينك وبين النار سبعين خريفاً
فما بالكم بالصيام فى هذه الأيام المباركه التى يكون الثواب مضاعف
والصيام جنة المؤمن وباب لتحصيل التقوى
وتدريب القلب على الأخلاص فى هذه الأيام المباركه
لأن الصيام لا يطلع عليه إلا أنت وربك
ممكن تظهر للناس الصيام وأنت ليس بكذلك والعكس صحيح
فالأمر نيه وأخلاص مع الله تعالى
وصيام لوجه الله تعالى.
3-التكبير والتهليل والتحميد : لما ورد في حديث ابن عمر السابق : « فأكثروا من التهليل والتكبير والتحميد » وقال الإمام البخاري - رحمه الله : كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما ، وقال أيضا : وكان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً .
وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام ، وخلف الصلوات وعلى فراشه ، وفي فسطاطه ، ومجلسه ، وممشاه تلك الأيام جميعا ، والمستحب الجهر بالتكبير لفعل عمر وابنه وأبي هريرة رضي الله عنهم أجمعين ..
وحري بنا نحن المسلمين أن نحيي هذه السنة التي قد أضيعت في هذه الأزمان ، وتكاد تنسى حتى من أهل الصلاح والخير - وللأسف - بخلاف ما كان عليه السلف الصالح .
.
صيغة التكبير :
ورد فيها عدة صيغ مروية عن الصحابة والتابعين منها:
- الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر كبيرا .
- الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر ، والله أكبر ، ولله الحمد .
- الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد .
يتأكد صوم يوم عرفة ، لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال عن صوم يوم عرفة : «
4- صيام يوم عرفة : أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده » [رواه مسلم]
لكن من كان في عرفة حاجاً -فإنه لا يستحب له الصوم ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم وقف بعرفة مفطراً .
5-الإكثار من الدعاء
عن أبي موسى الأشعري قال هذه الأيام المعلومات التسع التي ذكر الله في القرآن لا يرد فيهن الدعاء" رواه الفريابي في "كتاب العيدين
6-ختمة قرآن في أيام العشر
وقال صلى الله عليه وسلم : « من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول آلم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف » رواه الترمذي
7-مشروع قناطير الحسنات
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ومن قام بمائة آية كتب من القانتين ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين » رواه أبو داود وقال العلامة الألباني حسن صحيح
عز المؤمن وشرف المؤمن قيامه فى الليل
وقال رسول الله صل الله عليه وسلم(أفضل الصلوات بعد فريضة صلاة الليل) أو كما ذُكر فى الحديث..كما قال صل الله عليه وسلم
أنه دأب الصالحين قبلكم ومدرءة للداء عن الجسد وتكفير للذنوب
ونور الصالحين فعليكم بالقيام
فضلاً ان تقوموا تصلوا وتسجدوا وتركعوا وانتم خاضعين خاشعين تائبين
منبيبن إعزازاً وتقديراً وزلاً لله عز وجل الذى نزل للسماء الدنيا
ليسئلك ياعبده ويا أمته هل من تائب فأتوب عليه
هل من مستغفر فأغفر له
هل من مسترزق فأرزقه
سبحان الله يسألك انت يامذنب يا مخطئ يا مهموم يا مُحتاج
يسألك وهو الغنى عنك والقادر عليك
يسألك لكى يعيطيك!
سبحانك ربى
فيكون فى المقابل النوم
لالا فلنتقى الله ربنا ولنعظمه فى قلوبنا ولنحافظ على قيامنا وهذه فرصة لنا
فى أفضل أيام الله فلتكثروا الدعاء والقيام..
صلة الأرحام:
ألاتريدون أن يصلكم الله تعالى
فهو يصل من وصل رحمه ويقطع من قطع رحمه
وقال رسول الله صل الله عليه وسلم(( مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ )
إذا من لايريد ان يبارك الله فى حياته ويزيده من الرزق كله أموال أولاد أزواج بركة فى المال والعلم والأهل والولد
فلا يصل رحمه!!!
ولذا وجب علينا أن نصل رحمنا فما بالنا لو فعلنا ذلك فى أيام هيا أفضل أيام الدنيا.
9-مشروع عيادة المريض
قالصلى الله عليه وسلم يقول ما من مسلم يعود مسلما غدوة إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي وإن عاد عشية إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح وكان له خريف في الجنة"رواه الترمذي وقالالعلامة الألباني صحيح
10-مشروع سرور تدخله على قلب مسلم
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله فقال أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم
11-قصور الجنة
عن ام سلمة رضى الله عنها انها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعا ، غير فريضة ، إلا بني الله له بيتا في الجنة . أو إلا بني له بيت في الجنة "
.
فى حفــظ الله
وكــــل عـــــــــــــام وأنتم بخير
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.