بسم الله الرحمان الرحيم
الوقت كالسيف إذ لم تقطعه قطعك
أعطوا للوقت ...وأعطي لهم الوقت
( عندما نعيش لذواتنا فحسب تبدوا لنا الحياة قصيرة ضئيلة تبدأ من حيث بدأنا نعي ، وتنتهي بإنتهاءعمرنا المحدود أما عندما نعيش لغيرنا أي عندما نعيش لفكرة فإن الحياة تبدوا طويلة عميقة تبدأ من حيث بدأت الإنسانية ،وتمتد بعد مفارقتنا لوجه الأرض وليست الحياة بعدد السنين ولكنها بعداد المشاعر )
الإمام ابن الجوزي :
المتأمل لتراث الإمام ابن الجوزي يجده رحمه الله يولى الحديث عن الوقت وقيمته أهمية ةكبرى تعالوا نتأمل بعضا من تراثه وإشارته الهامة
يقول الإمام بن الجوزي رحمه الله تعالى :
أعوذ بالله من صحبة البطالين لقد رأيت خلقا كثيرا يجرون معي فيما قد اعتاده الناس من كثرة الزيارة ، ويسمون ذلك الترددخدمة يطلبون الجلوس ، ويجرون فيه الأحاديث الناس ، وما لايعني ويتخلله غيبة ةوهذا شيء بفعله في زماننا كثير من الناس وربما طلبه المزور وتشوق إياه واستوحش من الوحدة خصوصا في أيام التهاني والأعياد فتراهم يمشون بعضهم إلى بعضهم ، ولايقتصرون على الهناء والسلام بل يمزجون ذلك بما ذكرته من تضييع الزمان فلما رأيت أن الزمان أشرف شيء والواجب انتهازه بفعل الخير كرهت ذلك وبقيت معهم بين أمرين ك
1- إن أنكرت عليهم وقعت في وحشة لقطع المألوف.
2- إن تقبلته منهم ضاع الزمان .
فصرت أدافع بالقاء جهدي فإذا غلبت قصرت في الكلام لأتعجل الفراق ، ثم أعددت أعمالا لاتمنع من المحادثة لأوقات لقاءهم لئلا يمضي الزمان فارغا ، فجعلت من الإستعداد للقائم قطع الكاغد ( الأوراق) وبري الأقلام وحزم الدفاتر فإن هذه الأشياء لابد منها ولاتحتاج إلى فكر وحضور قلب فأرصدتها لأوقات زيارتهم لئلا يضيع وقتي .
ثم يقول رحمه الله تعالى:
رأيت عموم الخلائق يدفعون الزمان دفعا عجيبا ، إن طال الليل فبحديث لاينفع أو بقراءة كتاب به غزارة وسمر ، وإن طال النهار فبالنوم وهم في أطراف النهار على دجلة او في الأسواق فشبهتهم بالمتحدثين في سفينة وهي تجري بهم وما عندهم خبر فاالله الله في مواسم العمر .
والدار قبل الفوت ، واستشهدوا العلم ، واستدلوا الحكمة ونافسوا الزمان ، وناقشوا النفوس ، واستظهروا بالزاد.