كان "تولستوي"1 يقول: إنه منذ نعومة أظفاره يسعى إلى القراءة وعندما بلغ الرابعة عشرة من عمره كان قد قرأ كتاب (ألف ليلة وليلة) وتأثر ببعض الحكايا التي أغنت مخيلته مثل حكاية الأربعين حرامي وحكاية قمر الزمان.
حزنت كثيراً حين قرأت تقريراً لليونسكو بمناسبة اليوم العالمي للكتاب وجاء في التقرير: الإنسان العربي يقرأ 6 دقائق بالسنة مقابل 12 ألف دقيقة للإنسان الغربي والمعلومة نفسها أكدتها شبكة النبأ المعلوماتية.
ماذا يمكن للإنسان أن يقرأ في هذه الدقائق الست؟ وأي معلومات يمكن أن يكتسبها خلال هذه الفترة الوجيزة؟
من هنا لايكفي أن نعوّد أطفالنا أننا كلما عدنا إلى البيت حملنا لهم فاكهة وعنباً وألعاباً، علينا أن نعودهم أيضاً كي يطلبوا منا أن نجلب لهم كتباً أيضاً، لأن الكلمة المكتوبة تظل أهم وسيلة اتصال بعقول الآخرين وتعزيز الشغف بالقراءة الحرة بالنسبة إلى الناشئة تكسبهم مهارات التعلم الذاتي، الذي هو شكل من أشكال التكيف الضروري مع عصر المعلومات.
ماذا تقرأ ...ولماذا تقرأ ؟
القراءة ثقافة وعلم ومعرفة وإدراك وعن طريقها نرتقي بشخصيتنا وتزداد معرفتنا من خلال القراءة وهنا لابدمن التمييز، فالذي يقرأ هذا الكتاب غيرالذي يقرأ ذلك الكتاب والذي يقرأ للمتعة غيرالذي يقرأ للفهم والإدراك والذي يقرأ للعلم والمعرفة غير الذي يقرأ بلاهدف ولاغاية والذي يقرأ لنفسه يختلف عن الذي يقرأ للناس.
هناك من يتخبط في قراءته فتراه يقرأ بغير هدف ولابصيرة فيضيع وقته في الحصول على فائدة محددة واضحة ومن الناس من يقرأ للمتعة ومع ذلك تراه يكون لنفسه ثرورة من المطالعة تفيض على الناس أيضاً، أعني يستفيد منها الناس بسبب حضوره في مجتمعه واختلاطه لأنه يعرف جيداً ماذا يقرأ؟ ولماذا يقرأ ؟
وهنا يشير أحد الخبراء إلى بعض الأخطاء التربوية التي ترتكب في تعليم القراءة للأطفال ومنها القصور في تطبيق الطريقة التوفيقية في تعليم الأطفال بصورة صحيحة، كذلك القصور في مراعاة أنواع القراءة وعدم مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال وإهمال الربط بين القراءة والتعبير، وأشار د. السيد إلى أن ثمة صيحات تنطلق لتقول وداعاً لقراءة المطالعة والتلقي السلبي والاقتصار على النصوص ومرحباً بقرار التفاعل والإبحار والسيولة الرمزي لانصهار المكتوب والمرئي والمسموع في وسائل الوسائط المتعددة.
سئل "فولتير"2 عمن سيقود الجنس البشري فأجاب: الذين يعرفون كيف يقرؤون.
تعزيز سلوك القراءة ....والارتقاء بها
الأهل عادة يفرحون إذا ماشاهدوا أبناءهم يشترون ويقتنون الكتب والكتاب هو الشيء الذي يدفع له الأهل دون مماطلة لادراكهم مدى فائدة الكتاب ولكن هذا لايكفي بل يجب أن يكونوا قدوة له فالأب الذي يقرأ يسعى إلى تعزيز سلوك القراءة في نفوس أبنائه والأم التي تقرأ تسعى إلى تعزيز سلوك القراءة لدى أطفالها والمعلم الذي يقرأ يسعى إلى تعزيز سلوك القراءة في نفوس تلاميذه وكل الخوف على مجتمع لايقرأ لأنه مجتمع يعيش خارج دائرة إيقاع الحياة.
في هذا المجال لايمكننا أن ننسى دور المكتبة المنزلية في تعزيز سلوك القراءة وأقصد هنا المكتبة المنزلية المنسقة، المستفاد منها، لا الموجودة في غرفة الضيوف كتحفة يعلوها الغبار، وللمباهاة وحب الظهور! فهذا كتاب يتحدث في أمور لاتفهمها ولاتعرف لماذا اشتريته وآخر شيق لم تقرأه وهذا كتاب علمي وسط كتب الروايات ، وهذه موسوعة باللغة الفرنسية وأنت لاتفقه شيئاً فيه و... و... و...
أخيراً هي دعوة موجهة لجميع القراء لزيارة معرض الكتاب واقتناء مابوسعنا لنعيد لأنفسنا احترامها عند الكتاب .