الفرق بين أسلوب النقد الساخر البناء, وأسلوب السخرية و التجريح ,,,
الذي يريد ان يفهم العنوان لابد ان يقراء الموضوع كله
أولا : أحب أشكركم على الدخول , وصحيح أن الموضوع طويل
لكنه يستحق القراءة , بس أتمنى أنكم تركزون بالموضوع
لأنه جدا جدا مهم
ولكم حق تقييمه بالنهاية
يخلط الكثير من الناس بين النقد الساخر البناء والانتقاد لسخرية و التجريح,
ونرى ذلك حينما يُتهم الناقد بأنه يجرح من ينتقدهم من خلال نقده البناء لصياغة او البناء
او طريقة الطرح، ولقد تفاجأت حين سمعت أحد المذيعين منذ أيام
واصفا انتقادا لضيف حلقته بأنه تجريح لضيفه،
رغم أن الكلام لم يوجه لضيفه فحسب بل كان موجها إلى عموم من
يعملون عمل ضيفه ، وهنا
من خلال مقالي
المتواضع هذا أردت أن أوضح الفرق بين النقد والتجريح.
اولا : علينا تعريف من هو الناقد ؟ ومتى يجوز له أن ينتقد؟
الناقد هو : إنسان مهتم ومتابع وله دراية ادبية ولغوية وعلمية فيما
ينتقده يفضل أن يكون مثقفا ودارسا وذو خبرة في المجال الذي ينتقده،
وللناقد أسلوبه المهذب الراقي في نقده فلا يستخدم الرموز المصورة ابدا
ولا الكلمات غير المفهومة والمبتذلة ((حجز)) كتعبير عن رأية ،
ولا يفترض أن يوجه نقده إلى شخص ما لأسباب شخصية، بل عليه
مراعاة أن عمله أمانة وحين يخطأ بحق أحد عليه أن يعتذر للناس الذين
استمعوا له ويعتذر لمن أخطأ بحقههم ،
ولا ينتقد الناقد إذا لم يرى الخطأ بعينه أو سمعه بأذنه وعليه
التأكد من صحة ما يقول أو يكتب، وهو إنسان متمسك بمبادئه
ويرتكز على أدلة وقرائن فيما يتحدث عنه.
فالناقد لا يولد ناقد بل من تأثرة وتأثيرة بمن يخالطهم يصقل نقده البناء
ثانيا : التجريح فهو يكون إما بالإفتراء على الناس بأشياء غير موجودة
أساسا فيهم أو التحدث عن عيوب الناس
الخلقية كالقصر والطول أو ابداعاتهم الكتابية او أخطاء يعلم المتحدث
أنها صعب تفاديها ولا يذكر ذلك أثناء تحدثه،
وليس هناك أي هدف من هذا الحديث سوى السخرية من المنتقد
وفضحه بإبراز عيوبه واحراجه أمام الناس.
ثالثا : بقى أن نقول و نوضح معنى أسلوب النقد الساخر البناء ,
وأسلوب السخرية والتجريح (الهدّام)
أسلوب النقد الساخر البناء : هو أسلوب كبار النقاد في العالم
يستخدم لطرح آراء المتصف بهذا الأسلوب بطريقة ذكية ولكن غير
جافة ولا جارحة والهدف منه بالأول والأخير هو تصحيح الأخطاء
الواقعة , بدون تجريح لأشخاص بعينهم .
فالنقد يكون بالتحدث عن خطأ يقع فيه الناس، أو يكون في عمل يقوم
به الناس، خطأ ربما يكون مقصودا أو غير مقصود، خطأ بإمكان
مرتكبه أن يتفادى الوقوع فيه مرة ، وعادة ما ينصب النقد على فئة
معينة
وربما أن الفئة المستهدفة من النقاد هم أصحاب الشهرة كالفنانين
وأصحاب المناصب،
والمبتدئين بالتأليف وهنا لابد من الإشارة إلى أن نقد الأعمال لا يعد
تجريحا لمن قام بها ،وعلى صاحب هذه الأعمال تقبل أي نقد بل وأن
يتوقع أن يكون النقد على أبسط الأمور،وكما أسلفنا
فإن الهدف من النقد يكون الإصلاح، إصلاح ما فسد وتدارك الأخطاء
التي وقع فيها الناس. وذلك بلطف ولين وعبارات في حدود الادب
والذوق مبتعدين عن جرح المشاعر
أسلوب السخرية والانتقاد والتجريح : هو أسلوب الهدف منه بالأول
والأخير التجريح بأشخاص لعينهم ولذواتهم , , وكما قالت دكتورة علم
النفس.. ماري لويس ((إن من يستخدم أسلوب السخرية هو شخص
يشعر بنقص في شخصيته , ويريد لفت الانتباه , و لا يملك فكر يريد أن
يوصله من وراء هذا الأسلوب سوى أنه يريد التجريح والشتم , وكذلك
صاحب هذا الأسلوب هو شخص فاقد لحس المنطق وهو مفرغ من
الداخل))
إن الجارح إنسان غير مهذب في إسلوبه و ليس له دليل على
ما يقول، يهمز ويلمز ويكذب ويفتري ويسب ويشتم ولا
يراعي الحرمات، لا يهدف من خلال ما يقول أو يكتب إلا إلى الإساءة
للغير، هو في النهاية إنسان جبان لأنه يفضل عدم إبراز شخصيته الا
بهذا الاسلوب الوقح، وإذا ما ووجه بالقرائن لا يعترف بخطائه بل ينكر
ما اقترفه بحق الناس ويرفض الاعتذار ويرفض الاعتراف بالخطأ
بس عندي كم سؤال أتمنى ألقى إجابتهم منكم
س1- ما هو رأيك بأسلوب النقد الساخر البناء وأسلوب السخرية والتجريح (أسلوب التجريح) ؟
س2- هل تقبل أن يكون أسلوبك هو أسلوب السخرية (أسلوب التجريح) ؟
س3- كيف يكون التعامل مع من يستخدم أسلوب السخرية (التجريح) ؟ وكيف يمكن ردعة ؟
س4- هل تعتبر نفسك ناقدا ؟ وماهي مقوماتك ؟
وأخيرا
نصيحة من إنسانة تعتبر نفسها مبتدائه بمجلتكم العامرة لكل من يحاول ان يكون ناقدا او جارحا
لا تسكب حبراً أسود على رأي او موضوع غيرك
عندما تشارك في موضوع في منتدى فلتكن لك لمسة جميلة ..
ومرور عذب فما يدرك أن هذا الموضوع الذي كتب
ومدى أهميته لصاحبه ...
أو ما تدري أن لبعض الكلمات مخاض عسير !!
فاحترم جهد الآخرين ولاترد على موضيعهم بسئ أو بذئ ..
لا ترد عليهم بنقاط أو علامات تكون كالمسامير في قلوبهم البريئة
والتي خصتك بخلاصة عقلها وجميل أفكارها
ليس خطأً أن لا نملك التعليق على كل موضوع
ولكن الخطأ أن نجرهذا الموضوع إلى طريق لم يرد المضي فيه
أو أن نلف حول عنقه حبل ردودنا السيئة فنخنقه
كن ممن يدعى له لا ممن يدعى عليه
والله ولي التوفيق