قال ابن عجيبة الصوفي: أي: ويل للذي يحط الناس ويُصغِّرهم، ويشتغل بالطعن فيهم.
و قال ابن جزي: الذي يعيب الناسَ ويأكل أعراضَهم،
والمقصود :ويل لمَن اشتغل بعيب الناس عن عيوب نفسه،
قال الورتجبي: ويل لمَن لا يرى الأشياء بعين المقادير السابقة فرضي،
حتى يشتغل بالوقيعة في الخلق بالحسد
الشهيد بإذن الله سيدقطب: هي صورة لئيمة حقيرة من صور النفوس البشرية
حين تخلو من المروءة وتعرى من الإيمان. والإسلام يكره هذه الصورة الهابطة من صور النفوس بحكم ترفعه الأخلاقي.
وقد نهى عن السخرية واللمز والعيب في مواضع شتى. يوحي بأنه كان يواجه حالة واقعية من بعض المشركين تجاه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتجاه المؤمنين..
وإنا لنرى في عناية الله سبحانه بالرد على هذه الصورة معنيين كبيرين:
الأول: تقبيح الهبوط الأخلاقي وتبشيع هذه الصورة الهابطة من النفوس.
والثاني: المنافحة عن المؤمنين وحفظ نفوسهم من أن تتسرب إليها مهانة الإهانة،
وإشعارهم بأن الله يرى ما يقع لهم، ويكرهه، ويعاقب عليه..
وفي هذا كفاية لرفع أرواحهم واستعلائها على الكيد اللئيم..
ابو بكر الجزائري: من هداية الآيات: تقرير عقيدة البعث والجزاء.
يتوعد الربّ تبارك وتعالى بواد في جهنم
يسيل بصديد أهل النار وقيوحهم كل همزة لمزة أي كل مغتاب عيّاب ممن يمشون بالنميمة ويبغون للبراء العيب
وفسرها ابن كثير بقوله: الهماز بالقول، واللماز بالفعل، يعني: يزدري الناس،
وينتقص بهم، وقد تقدم بيان ذلك في قوله تعالى:{ هَمَّازٍ مَّشَّآءِ بِنَمِيمٍ }[القلم: 11]
قال قتادة: الهمزة واللمزة لسانه وعينه، ويأكل لحوم الناس، ويطعن عليهم.
وقال مجاهد: الهمزة باليدين والعين، واللمزة باللسان.
وفي فتح القدير للشوكاني: الويل: هو دعاء عليهم، { لّكُلّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ }
بخزي، أو عذاب،أو هلكة أو واد في جهنم لكل همزة لمزة
وروي عن قتادة، ومجاهد أن الهمزة: الذي يغتاب الناس في أنسابهم.
وعن ابن عباس أنه سئل عن قوله: { وَيْلٌ لّكُلّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ } قال:
هو المفرّق بين الجمع، المغري بين الإخوان
قاعدة في التفسير والآية تعمّ كلّ من كان متصفاً بذلك، ولا ينافيه
نزولها على شخص او سبب خاص، فإن الاعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
والعلة في الهمز واللمز، وهو إعجابه بما جمع من المال، وظنه أنه الفضل، فلأجل ذلك يستقصر غيره
{ وَمَا أَدْرَاكَ مَا ٱلْحُطَمَةُ } قيل: هي الطبقة السادسة من طبقات جهنم.
وقيل: الطبقة الثانية منها. وقيل: الطبقة الرابعة و يخلص حرّها إلى القلوب وخصّ الأفئدة لأنها
محلّ العقائد والنوايا الزائغة، او أنها تعلم بمقدار ما يستحقه كل واحد منهم من العذاب، وذلك بأمارات عرّفها الله بها.
واختم بالامام الرازي: هي المسخرة والأضاحيك فيضحك منه ويشتم
والهمزة واللمزة الذي يلقب الناس بما يكرهون
ويدخل فيه من يحاكي الناس بأقوالهم وأفعالهم وأصواتهم ليضحكوا
ثم هذا على قسمين فإنه إما أن يكون بالجد كما يكون عند الحسد والحقد،
وإما أن يكون بالهزل كما يكون عند السخرية والإضحاك،
وقد يكون بإشارة الرأس والعين وغيرهما، وكل ذلك داخل تحت النهي والزجر