بسم الله الرحمان الرحيم :
اللغة العربية في الإعلام الجزائري
حينما تفتّت لغة إعلامنا عظام سيبويه والفراهيدي !
بقلم الاستاذ: وليد شموري/ الجزائر
عبر يومية"الوان" السودانية
تعد اللغة العربية من أقدم اللغات الحيّة عبر العالم وقد تكفّل ربّنا عز وجل بحفظها قال تعالى: "إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون"فهي لغة الدّين والعبادة والأدب والتحضّر،غيرإنّها تواجه اليوم في عصر العولمة والإعلام تحدّيات كبيرة ،من محاولة طمسها واعتبارها لغة شعر فحسب، لغة يخدشها البعض ويكسرونها فينصبون المرفوع،ويرفعون المنصوب وينونون الممنوع من الصّرف.ويوافق في لغتهم العد المعدود حتى وان كان من ثلاثة الى تسعة.
تعدّ الصحافة أولى الوسائل الإعلامية في العالم،لتليها الإذاعة وقد كانت الصّحافة في وقت قريب تتمتّع بطابع الجدّية ،بلغتها الرّصينة والمنتقاة؛ التي قلّ ما يشوبها لحن أو خطأ،ولم يكن يسمح لمن هبّ ودب بممارسة الصّحافة فلا يدخلها الراغب إلا إذا كان متمكّنا بشكل جيّد من التحدث والكتابة باللغة العربية الفصحى حيث يخضع الراغبون في دخول ميدان الصحافة إلى تجارب حول مستوى لغتهم العربية ،حيث يوجد مدقق لغوي خاص،كما كان يخشى هؤلاء أي نقد أو ملاحظة من طرف القرّاء ،وهو الأمر نفسه بالنسبة للمذيعفي الاذاعة أو التلفزيون الذي يمرّ بنفس التجربة.
أمّا اليوم فلا ينبغي أن ننكر ذلك التساهل الكبير من طرف المؤسسات الإعلامية الجزائرية في انتقاء واختيار الأكفاء(بتسكين الكاف) ،فانتشر الدّخلاء على هذا الميدان سواء عبر الجرائد أو الاذاعة وحتّى التلفزيون مع انتشار القنوات الخاصّة التي توظّف حسب مقاييس غالبا ما تكون شكلية ولا غرابة حين ذاك أن تنتشر الجرائم اللّغوية بكثرة ،أوتسود اللهجات العامية وتلك الممزوجة بلغات أجنبية، إننا واقولها بكل صراحة نفتقد ما يسمّى بالأمان اللّغوي في عصر الإعلام والحاسوب والأنترنت والهواتف الذكية وهو ما شكّل فجوة عميقة بين لغتنا العربية الفصحى وذلك العالم الرّقمي،فصار العبث باللّغة العربية ديدن الكثيرين ممن يسمّون أنفسهم اعلاميين سواء كان الأمر مقصودا أم ينمّ عن جهل بها ، فعندما نسمع عبارات(اعمل جام،او اوكي،او اونلاين او اورلاين،او سجّل لايك) او نطالع جريدة نصفها أخطاء لغوية ، أو نسمع ونرى مذيعا يخلط بين الفصحى والعامّية أويمزجها مع لغة أجنبية أخرى نتساءل بأي لغة صار اعلامنا يتحدّث ويكتب اليوم؟.
ميلان كبير وانزياح خطير يشهده الخطاب العربي عبر وسائلنا الإعلامية مقروءة ومسموعة ومرئيّة،منها المقصود ومنها غير المقصود وكمثال على ذلك فقد كنّا نستعمل عبارة "الوطن العربي" فصرنا نستعمل "العالم العربي"، وكنّا نستعمل "الثورة الفلسطينية" فبتنا نستعمل "السلطة الفلسطينية "وهذا فيض من غيض قد لا يسع المجال لذكر مزيد من الإنزياحات اللغوية التي تسببت فيها لغة السياسة، فضلا عن تلك الأخطاء اللغوية البدائية التي يرتكبها ومع الأسف الشديد اغلب اعلاميينا والتي تفتت عظام سيبويه وأبو الأسود والفراهيدي في قبورهم.
من هنا كان لزاما النظر في منظومتنا الإعلامية الجزائرية ومحاولة بعثها بإصلاحات جديدة تهتم باللغة العربية الفصحى من أجل خلق وعي تام بأهمّيتها في حياتنا كشعب عربي مسلم،على هذا الجيل من الاعلاميين ان ينظر الى اللغة العربية نظرة اجلال واكبار وعزّ لا نظرة استهتار وازدراء ،فهي لغة بحث ،وقراءة ،وممارسة، وتحضّر
قال حليم دموس:
لغة إذا وقعت على اسماعنا ****كانت لنا بردا على الاكباد
ستظلّ رابطة تؤلّف بيننا*** فهي الرّجاء لناطق بالضّاد
[url=
]
[/url]