الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين
قال الله تعالى: { سُبحنَ الذي أسْرَى بِعَبْدِهِ ليلاً من المسجِدِ الحَرامِ إِلى المسجِدِ الأقْصَا الذى بَاركْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ من ءَايَاتِنَا إنَّه هو السميعُ البصيرُ } سورة الإسراء.
الإسراء
أجمع أهل الحق من سلف وخلف ومحدثين ومتكلمين ومفسرين وعلماء وفقهاء على أن الإسراء كان بالجسد والروح وفي اليقظة، لَيْلاً منَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَ ا .
جاء جبريل عليه السلام إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فأخذه إلى المسجد الحرام وأركبه خلفه على البراق وهو دابة من دواب الجنة يضع حافره عند منتهى طرفه، ومرّا بالمدينة وطور سيناء وبيت لحم حيث ولد سيدنا عيسى عليه السلام حتى أتيا بيت المقدس، وقد جمع الله للرسول عليه الصلاة والسلام جميع الأنبياء من ءادم فمن بعده في المسجد الأقص ا تشريفا له فصلى بهم إمامًا.
من عجائب ما رأى الرسول في الإسراء :
الذين يمشون بالغيبة: رأى قوما يخمشون وجوههم وصدورهم بأظفار نحاسية قال له جبريل: هؤلاء الذين كانوا يغتابون الناس .
خطباء الفتنة: ورأى أناسا تقرض ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من نار، قال له جبريل: هؤلاء خطباء الفتنة. يعني الذين يخطبون للشر والفتنة أي يدعون الناس إلى الضلال والفساد والغش والخيانة .
تاركو الصلاة: ورأى قوما ترضخ ر ء وسهم ثم تعود كما كانت فقال جبريل: هؤلاء الذين تتثاقل ر ء وسهم عن تأدية الصلاة .
المعراج
المعراج ثابت بنص الأحاديث الصحيحة وأما القرآن فلم ينص عليه نصا صريحا لكن ورد فيه ما يكاد يكون نصا صريحا . والقصد من المعراج هو تشريف الرسول بإطلاعه على عجائبَ في العالم العلوي وتعظيمُ مكانته.
عرج النبيُّ محمد صلى الله عليه وسلم ومعه جبريل عليه السلام إلى السماء الأولى فوجدا فيها ءادم عليه السلام، وفي الثانية عيسى ويحيى عليهما السلام، وفي الثالثة يوسف عليه السلام، وفي الرابعة إدريس عليه السلام، وفي الخامسة هارون عليه السلام، وفي السادسة موسى عليه السلام، وفي السماء السابعة إبراهيم عليه السلام .
فائدة جليلة:
إنّ الله خالق السموات السبع وخالق الأماكن وخالق كل شىء. كان الله موجودا قبل خلق الأماكن بلا هذه الأماكن كلها وهو الذي لا يحتاج إلى شىء. قال الإمام علي رضي الله عنه: كان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان. أي كان الله قبل خلق المكان بلا مكان وبعد أن خلق المكان هو موجود بلا مكان، وحسبنا قول الله تعالى: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِير } أي لا يشبه شيئا من مخلوقاته ولا يوصف بصفة من صفات المخلوقات. أما اعتقاد أن الرسول وصل إلى مكان في السموات أو فوق السموات هو مركز لله تعالى فهو ضلال وتكذيب لقوله تعالى: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ} وقوله تعالى: { وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَد } أي لا شبيه ولا مثيل له .
من عجائب ما رأى الرسول في المعراج :
البيت المعمور : وهو بيت مشرف في السماء السابعة هو لأهل السماء الملائكة كالكعبة لأهل الأرض كل يوم يدخله سبعون ألف ملك يصلّون فيه ثم يخرجون ولا يعودون أبدا .
سِدرَة المنتهى: وهي شجرة عظيمة أصلها في السماء السادسة ثم تعلو إلى ما فوق السابعة .
الجنةُ: وهي دار السلام والنعيم. وهي موجودة فوق السموات السبع